الأحد، 11 يوليو 2010

منافذُ الوقت . .



على منافذِ الوقتِ , نتأرجحُ كـ حبّاتِ كرزٍ ورديّ , لم تنضج بعد !
نركضُ خلفَ الجُدرانِ السميكةِ , نُمسكُ بِ حبلِ الضحكةِ الخائبة , نجرّها , نخبئ فيها أصواتَ الفرحِ , و ندفِنُها تحتَ جِدارِ الزمن !
نتلسّقُ الشقوقَ الضيّقة , و نُراقِبُ إنعكاسَ أجسادِنا فوقَ أبوابِ الحكايا , و ننتظِرُ طويّلاً أن تختَزِنَ إحدى الشقوقِ روائِحنا .. و لكن بِلا جدوى , كُلُ الأماكِن خائنة !



عندما ننظرُ لِلوجوهِ المغموسةِ في زورِ الأقنعة , نقفُ في صمود لا يُحرّكُنا صمتٌ و لا يُحرّكُ فينا صوتٌ رايةَ خشوع !
تبقى الصُورُ المتآلِفة منقوعة بِ أرواحِ شكٍ و ريبة .. نختارُ العُزلة .. و نحتَرِمُ فينا اختياراتِنا !
على منافِذِ الوقت , عندما ينشغلُ الكُلُ بِتمايّلِ أغصانِ القلب .. في مواسِمِ الحُب .. تُصدِرُ نوافِذُ القلبِ صفيراً يشبهُ الغناء ..
و كأنّ رياحَ العِشقِ بدأت تقتحِمُ مُدنَنا .. بدأت تقتُلُ كُل جنودِ الصمودِ , و توقِظُ كُلَ الدهشات !
و أنا بعينينِ متسعتين .. أراقِبُ كيفَ يختزلني رجل .. و ينسبني إلى أمتعتهِ .. ثُمَ يُحتّمُ عليّ قدرَ سفرهِ إلى قدرٍ جديد !
و أنا أكتفي بِهزّ جذعِ الحنينِ , لعلّني أرتوي صباحاً بِلا رحيل ..!



كيفَ ينتهي الحُبُ بِ تُخمّة , تُصيبُ الروحَ فلا تعودُ الروحُ تُطيقُ تعلّقاً بِ عابِرٍ آخر , فأيُّ عابِرٍ عاديّ , قبّلَ أن تكتمل خطوتُهُ , قبلَ أن تُلامِسَ الأرّضَ , أُنضِجَ الحُبُ لهُ على عجل .. لستَ عاديّاً اذاً .. لهذا لن يكونَ مرورُكَ هادِئاً كما إدعيّت !
كيفَ تستطيعُ امرأةٌ خُلِقت مِن يابِسةٍ قائمةٍ بينَ ينابيعِ قدميّكَ .. أن تتحمّلَ عطشَ السنينِ القادمة ؟



هيّ الأيامُ تمضي دونَ رغبة .. و تِلكَ الخطواتُ المُسافِرة , تُغري بِ نشوةِ الغرق في البكاء , و لا ينصفني فيكَ بُكاء !
يا كُلّ الرغبات .. يا لُغاتِ الثَمرِ .. يا انسكابَ العاطفة !
كُلُ الوجوهِ التي صافحتُها في وحدتي السابِقة .. كانت تكسِرُ رغبتي إلى إجتيازِ جفافِ عاطفتي , لماذا جئتني بِ كُلِ هذا البلل ؟ حتى أنّ المَطرَ الخفيفَ .. ولِدَ و صُبَ .. و ما عادَ لِـ إيقافهِ طريقة و وجهكَ الماءُ الذي يروي عاطفتي و يروي معها رائحةَ المَطر !

الأيامُ القادِمة .. السنين الخاويّة .. كُلّها تحتَلُ الجزءَ الأكبرَ مِن كوابيسي ,
أصبحتُ أرى وجوهاً ظننتُ أنّي فقدتُها .. أصبحَ الحُلمُ يسرِقُني مِنكَ إلى أشخاصٍ ما عدتُ أذكُرهم و أسماءً تقرعُ في رأسي بِلا معنى .. أصبحَ الليلُ يأخُذني إلى ما قبلَ الفاصِلة , قبلَ أن تظهرَ أنتَ في طريقي , و تختفي معكَ كُلَ مدخراتي مِن الأشخاصِ و الأشياءِ و اللحظاتِ و الأيامِ و حتى الأغنيّات الماضيّة
.. و تتجاوز بي أعوامي كُلّها , و تُرتِبُ بي ارتباكةَ الهوى , بعدَ أن كنتُ أظنني بلغتُ بِ قلبي سِنَ اليأس ..
كُلُ الوجوهِ ساجِدةَ فوقَ حُزني , قائِمة تُصلي كي لا أفقِدَ عاطفتي بعدَ أن تورّدَ الحُبُ مِن الشريانِ للشريان !



يا كُلَ المُدن المُستلقية في صدري .. يا كُلَ ضِفافِ الحُلم ..
لا تُفلِت أصابِعي , كُلّما هدهدت الريحُ مِن تحتِ فُستانِ صبيّةٍ أخرى , لا تتخاذل عن النَظرِ في وجهي كُلّما عَبرت الفصولُ في عينيّ صبيّةٍ تُخرِجُ أنوثتها , غِوايةً في صفحاتِ الوقت !
لا تُغيّر تأشيرةَ أحلامِكَ .. إلى صوتِ صبيّةٍ يخرجُ مِن بينِ الوردِ .. ينادي فيكَ همسُها كُلّ ما فيك !



يا كُلّ خرائِطِ المُدن .. " أنا لحبيبي و حبيبي إلي " .. !

هناك 6 تعليقات:

  1. . . الحُروفُ المخلوقة مِن جوفِ عينيّه !

    أهلاً منفيّة .. مساؤكِ مطر :)

    ردحذف
  2. مـــدى

    هذه العاطفة الأخاذة .. كـ نقر المطر

    على خد شباك زجاجي !


    سـ أعاود المكوث هنا !

    المكان هادئ / ممتلئ بما يجب أن

    يُقرأ !


    دمتِ (f)

    ردحذف
  3. انكفاء /

    مساء الورد ..
    المَطر انسكبَ بِ دنوّ طيفك .. فما بالك بِ كرمِ حضورِك .


    شُكراً من العُمق ..
    و المكان و الحرفُ مُشرعاً لك دائما .

    ردحذف
  4. -
    -
    عُذْراً ،،
    ولـكنّ كلآمُكِ يوؤحِي لأيّ رَجُلٍ يَقرأُه ،، بأنّهُ موجّهٌ لَهْ ..

    وسَببُ ذلكـ الإحسآس الدّافئ الّذي أشْعُرُ بِه أثْنآءَ قِرآئتي
    لحَدِيثِك ،، وكأنّني أسمَعُكْـ ..!!

    أَحْمَدْ..!

    ردحذف
  5. الحضورُ الجميل , يتركُ حِساً دافئاً يا أحمد . .

    أهلاً بك دائماً .

    ردحذف

تحتَ بابي , قلبٌ غافي , فرفقاً بِ خلوتهِ .