الاثنين، 2 أغسطس 2010

لا تُسدِل عينيّكَ , فتنطفئ الدُنيا . .


لا تُرهق رأسكَ بِ النظرِ إلى أعلى بحثاً عن ضوء ,
فالشمسُ مخبئة في وجهِكَ .. منذُ غرِقتُ فيكَ ذاتَ طيش .


أهلاً بِ صيفِ صدرِكَ ..
و صيفُ الموعِدِ المنتظر ..
و صيفُ الذكرى الأولى ..
و صيفُ الإرتباكةِ الأعظم ..
و صيفُ المَطرِ الذي أخذَ قيلولة على جِفنِك ..
و صيفُ المنزِلِ البُرتُقالي .. لالا أظنّهُ أصبحَ أخضر .. بِ لونِ عُشبِ العينِ و لونِ عُشبِ الحُبِ و حشائشِ الأحلامِ و أجنحة الملائكة !
أهلاً بِ صيفِ ذراعيّك ..
و صيفُ عطشِ النوافِذِ لوجهِ السَهر ..
و صيفُ غِطاءٍ جمعَ في أذنيّهِ كُلَ أحاديثِنا .. و كُلَ فوضانا .. و كُلّ الفواصِلِ و نوباتِ البُكاء و الفزع !
و صيفُ القُطنِ الدافئ على أبوابِ الحُلمِ .. إلى ممراتِ الأمنيات ..
و صيفُ أصابِعِ السنديانِ التي تميلُ إلى عزفِنا ..
و صيفُ القلبِ الذي أصبحَ جِسراً .. لِـ كُلِ بصماتِكَ .. لِـ كُلِ طُرُقِكَ .. لِـ كلا قدميّكَ .. و لِـ رعشةِ شفتيّك .. و لِـ صوتِكَ و صمتِكَ و حديثكَ المُعطر !
و صيفُ القصيدةِ و الوطنُ المعلّق ..
أنا خرجتُ مِن كُلِ عواصِمِ جِراحِنا .. و اتبعتُ فوانيسَ الفراشِ و أضواءَ محلاتِ بيعِ الذِكرى ,
لِـ أبتاعَ لنا معطفاً صامِت , نمرُ بهِ فوقَ رصيفِ كُلِ المحطات ,
نجتازُ بهِ كُلَ المآثِم , كُلَ صفوفِ العزاءِ , و طوابيرَ العابرينَ إلى حربٍ و حُزن ..
بلا ضوضاء !
لنقفَ تحتهُ و المَطرُ يأكُلُ مِلحَ الوجوهِ و سُكرَ الضحكات ,
ليقينا مِن تقلّبِ الرياحِ في جيوبِ الطُرقات ,
أقفُ و في يدي منديل ,
أمسحُ الجرحَ تلوَ الجرحِ . . الحُزنُ تلوَ الحُزنِ . . الضيقةُ تلو الضيقةِ . . الخيبة تلو الخيبةِ
نقفُ معاً .. نُخيطُ العِبرةَ بِ العِبرة .. و نشبِكُ التفاصيلَ بِ التفاصيلِ ,
نجرُ الأيامَ فوقَ الأيامِ ,
نتركُ الدَمَ فوقَ قُصاصاتِ أقمِشةِ الموقف ,
دليلاً على أننا لم نُهزم بعد ,
نحمِلُ في أنابيبِ القلبِ , دماً واحِد , و في أسلاكِ الروحِ تجري روحٌ واحِدة ,
و في كُلّ الدفاتِرِ ندوّنُ تاريخاً واحد ,
ندفنُ أبناءً كُنّا نجهلُهم , حملنا وِزرهم بِلا ذنب !
تمرُ الرياحُ بِ أوتارِ الدمعِ , فتغسِلُنا ..
حتى نبقى أنا و أنت ..
يعبُر قمحُنا ظِلٌ واحِد , و مِن عُمقِ الثورةِ مِن عُمقِ الإحتياجِ و مِن عُمقِ الحُضنِ .. يولدُ القمرُ على ثغري , و من ثغرِكَ تُشرِقُ الشمس ..
فيا أهلاً بِ صيفِ شمسِكَ في كونٍ أغرقهُ الغيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحتَ بابي , قلبٌ غافي , فرفقاً بِ خلوتهِ .