الأربعاء، 9 مارس 2011

خذلان

(1)

لا تنبش قلبكَ كُلّما خذلكَ وجهُ الحياة , أترك أحزانكَ غافية لا تُحييها مِن موتِها فتنتهي أنتَ تحتَ رُكامِ مواجِعكَ القديمة و الجديدة .. دونَ رحمة !



(2)
 
لا تتركُ قبورَ أحزانِكَ مفتوحة , حتى لا تسقطَ جريمة غيركَ في قبرٍ يحملُ رائِحتك .. فتحمِلُ وِزرَ مالم تفعل !



(3)

لا تُحاول التفاوضَ مع حارِس المقبرة , فهوَ لن يلتفِتَ إلى مواجِعك , بل سيسارِعُ إلى إغلاقِ منافِذِ نجاتِك , و لن تستطيعَ مغادرةَ تِلكَ المقبرة لأنّكَ كُتبتَ " ميتاً .. منسياً " منذُ أن تراكمَ فوقُكَ حظ الأشقياء .


(4)


لا تُحاول أن تفتش عن نهرٍ يغسِلُكَ مِن إثمٍ لم ترتكبه روحك ... لا تحاول تغييرَ ما دوّنَ في تاريخك , لأنّ الماءَ المسكوب مِن أرضٍ تعبرها خطواتهم سيلوّثُ ملامِحكَ فلا يبقى مِنكَ ما يدلُ عليك , و تاريخكَ لن يعترِفَ بِ بصمتِكَ المفقودة في ماءٍ ترتفعُ فيهِ أصواتهم !


(5)

لا تُحاول أن تُثبِتَ وجودك على قيدِ الحياةِ بعدَ أن انتهت الشمسُ مِن أكلِ ما تبقى مِن ملامِحك .. فما عدتَ أنت أنت .. و لكنّ رائِحتكَ مازالت تُحملّكَ اثمَ الجثةِ المُلقاة في ذاكَ القبر .

(6)

لا تكن ساذجاً و تتبع صوتَ جارِكَ عندما يمرُ لِـ إلقاءِ تحيّةٍ ميتة على ميّتٍ أخر فقدَ قلبه و ذاكرته فلا يبادِلهُ بِردهِ لتلكَ التحيّة لأنه ببساطة لا يميّزه .. فـ جاركَ لن يلتفِتَ إلى رائِحتكَ و هوّ يجرُ خيبةَ خلفه !

.. لا تكن سخيفاً و تُطارِدُ ظِلّه لِـ تصلَ إلى منزِلك .. تذكر أنتَ فقدتَ نوركَ منذُ أن دوّنتَ في دفاتِرِهم ميتاً , فلن تستطيعَ ايجادَ مصباحٍ يعيدُ لِـ منزِلكَ روحك .. كما لو أنّكَ مازِلتَ حياً !

(7)


لا تكن غبياً .. و يُغريكَ حديثهم , لا تنسى أن أصواتهم هي ما شلّت فيكَ حياتك .. و أن ألسنتهم لا ترمي خيراً طالما أنها تتحرّك !

(8)

لن يفيدك إن غسلت عيناكَ أقدامك , لن يفيدك إن إمتدَ ظلمهم إلى أن أنهى فيكَ كُلَ ما فيك .. يكفيكَ أنكَ مازِلتَ تحملُ قلباً ينبِضُ و هم مازالوا لا يشعرون !


(9)

لا تلتفت للحياة , فـ البشرُ منذُ أن خاضوا تفاصيلها و هم يرتكبونَ أموراً تجعلُ حبلَ عُمرِ غيرهم أقصر , كما لو أنهم يتسابقونَ لِـ نيلِ مناصِبَ زائِلة كما لو أنهم لا يعلمون أن الموتَ سيدركهم كما أدركَ غيرهم ,

عاجلاً أم أجلاً .. كُلّنا ميتون .. و لن تكونَ الميت الوحيدُ في أرضِك !


(10)


إن حدث , و إبتلع أحدهم قبرك ,
لا تحزن ستبني الدنيا لكَ .. غيره !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحتَ بابي , قلبٌ غافي , فرفقاً بِ خلوتهِ .